التعريف بداء السل عند الأبقار

التعريف بداء السل عند الأبقار


داء السل البقري مرض معدي و مزمن مشترك بين الحيوان و الإنسان بحيث يمكن له أن ينتقل من الحيوان المصاب إلى الإنسان

 ( و من الإنسان المصاب إلى الحيوان ). و هو ناتج عن الإصابة بجرثومة تسمى ميكوباكتيريوم بوفيس

الأهمية:

يكتسي داء السل البقري أهمية بالغة : صحية و إقتصادية. من جراء انتقاله الى الإنسان و ما يولده من خسائر اقتصادية هامة.

على الصعيد الصحي، يعتبر داء السل البقري من أهم الأمراض المشتركة بين الإنسان و الحيوان. و نظرا للعادات الغذائية في استهلاك

 الألبان النيئة ومشتقاتها و التعايش مع الحيوانات، فإن دراستين حديثين أجريتا في المغرب أظهرتا أن نسبة إصابة الإنسان

 بداء السل البقري تتراوح ما بين 11.2 و 17.8(1.2).

على الصعيد الإقتصادي، تفيد بعض الدراسات بأن الخسائر في الإنتاج الحيواني تتراوح بين 20-25  متمثلة خاصة في نقص في إنتاج الحليب

و اللحوم و جودتها و نقص في الإخصاب و كذا وفيات الحيوانات المصابة...

على سبيل المثال، قدرت الخسائر السنوية بالنسبة لإنتاج الحليب، إنتاج العجول، و نسبة التخلص من الحيوانات المصابة

 بـ 37 دولار أمريكي لكل حيوان مصاب في تركيا.

و حسب الدراسة التي أنجزت بالمغرب سنة 2001، قدرت خسائر الإنتاج بحوالي 852 درهما في السنة لكل بقرة مصابة ،

 زيادة على الخسائر المسجلة في المجازر و التي تناهز 1.386 درهما عن كل حالة.

طرق الوقاية:

يتميز داء السل البقري بتطوره المزمن و المستوطن.

يتم نقل مرض السل إلى ضيعة سليمة بعدة طرق نذكر منها:

- اقتناء حيوان جديد مصاب و إدخاله إلى الضيعة دون مراقبة حالته الصحية، و تجدر الإشارة إلى أن الحيوان الجديد المصاب

- يمكن أن لا تظهر عليه أعراض المرض في تلك الفترة.

- اختلاط القطعان المصابة و الغير المصابة في المراعي.

- اتصال مباشر لشخص مصاب داء السل ( عامل ...) مع القطيع.

- استعمال فحول مصابة للتناسل.

و يرجع ارتفاع نسبة الإصابة بداء السل في قطعان الأبقار الحلوب بالمقارنة مع باقي القطعان إلى نوعية التسيير،

كما أن هناك عوامل أخرى تساهم في انتشار هذا الوباء كعدم توفر الشروط التقنية و الصحية اللازمة لتربية المواشي

 ( أشعة الشمس، تهوية، تغذية متوازنة، إلى غير ذلك)، و اختلاط القطعان.

تنتقل جرثومة داء السل من حيوان مصاب إلى آخر سليم يعايشه في نفس الضيعة بطريقة مباشرة ( كالإتصال الجنسي أو الرضاعة ...)

أو غير مباشرة ( كاستنشاق هواء، أو تناول ماء أو كلأ أو استعمال أدوات ملوثة مشتركة...). أما الإنسان فيصاب بهذا الداء

 بعدما تنتقل إليه الجرثومة المسببة للمرض عن طريق  الجهاز التنفسي، أو عند تناوله لمواد حيوانية ملوثة متأتية من أبقار

 و ضيعات مصابة بالمرض ( الحليب و مشتقاته الغير المبسترة، اللحوم،...).

الأعراض:

يبدأ المرض بظهور جرح أولي في الأنسجة و الغدد اللمفاوية، و حسب قدرة الحيوان على المقاومة فمن الممكن أن يستقر هذا الجرح

 دون ظهور أي علامات ( و هنا تكمن خطورة هذا الداء) أو يتطور ليصيب أعضاء أخرى مع ظهور أعراض سريرية في هذه الحالة.

تصيب جرثومة " ميكوباكتيريوم بوفيس " المسببة لداء السل بالخصوص الجهازين التنفسي ( بنسبة 75 %) و الهضمي ( بنسبة 20 %)،

 مع إمكانية انتشارها لباقي أعضاء جسم الحيوان المصاب ( الضرع، الجهاز التناسلي، العظام، اللحم في الحالات الحادة، إلى غير ذلك ... ).

يتميز المراض بأعراض كثيرة و متنوعة نذكر منها:

- ضعف و هزالة تدريجية للجسم رغم تغذية جيدة؛

- نقص في الإنتاج و خصوصا الحليب؛

- نقص في الشهية و الأكل؛

- ارتفاع غير قار لدرجة حرارة الجسم؛

- انتفاخ في الغدد اللمفاوية ( الولاسس)؛

- ضيق التنفس مع سعال وسيلان في الأنف و تنخم في حالة إصابة الجهاز التنفسي.

عند انتقال الجرثومة إلى الجهاز التناسلي، نلاحظ نقصا في الإخصاب مع التهاب مزمن لهذا الجهاز،

 كما ينتج عن إصابة الضرع انتفاخ و تحجر أعضائه مع نقص في كمية الحليب و جودته.

تعليقات