أليين إيسوبيل كوست:

أليين إيسوبيل كوست:

هي أول طبيبة بيطرية في العالم , ولدت أليين في إيرلندا بتأريخ 7/فبراير/1868 , بدأت حياتها كممرضة في مستشفى لندن, لكنها تخلت عن مهنتها لأجل أن تصبح جراحة بيطرية مخالفة لإرادة أهلها الرافضة لدخول إبنتهم هذا القطاع, و لتحقيق رغبتها سارعت أليين للإلتحاق بكلية ويليام ويليامز البيطرية الجديدة في أدنبرة متخفية بإسم كوستانس حتى لا تُحرج عائلتها المقربة من الملكة فكتوريا, تخرجت كوست من هذه الكلية عام 1897 مع حصولها على الميدالية الذهبية في علم الحيوان لكنها رغم تفوقها مُنعت من الحصول على الإذن للدخول إلى الكلية الملكية للجراحين البيطريين بسبب القوانين السائدة المضادة للمرأة آنذاك و رغم إنها قدمت شكاوي و دخلت في نقاشات قانونية واسعة النطاق للحصول على الإذن في الدراسة إلا إنَّ كافة جهودها ذهبت أدراج الرياح في تحقيق العدالة, وتزامنَّ ذلك لسوءِ حظها مع صدور قرار يمنعها من الإقامة في لندن و يُقال إن والدتها كانت وراءِ تلكَ المعاناة نظراً لخلافها مع إبنتها.

عادت أليين إلى إيرلندا لتمارس عملها الجديد بعدَ إستقرارها في مقاطعة روسكومون  و كان أيضاً في عام 1904 إن خُطبت لفترة قصيرة من الحارس الملكي بيرترام ودينغتون الذي سُرعان ما إنفصلَ عنها بسبب رفض أهله لمهنة خطيبته, بعدَ هذه الظروف المتقلبة عُينت أليين كمفتشة بيطرية في مجلس مقاطعة غالوي في قسم أمراض الحيوان و هو نفس القسم الذي أرادت أليين دراسته في الكلية الملكية, فجددت في ذلكَ العام طلب الإلتحاق بالكلية مرة أخرى, فتمَ الوصول إلى إتفاق إنها  من الممكن ان تحصل علي التخصص , لكن يجب أن تستمر بالعمل الحقلي  لفترة زمنية  حتى تنال التميز الأكاديمي و الإحتراف ليتسنى لها الإلتحاق بالكلية.

بعدَ إن توفي زوجها وليام بايرن في 1910 وجدت أليين نفسها متفرغة للعمل و التطبيق في مختلف ألأماكن, إلا إنَّ إندلاع الحرب العالمية الأولى جعلها تلتحق بالجبهة عام 1915 , حيث إمتهنت معالجة و طبابة الخيول و عملت بعدَ مدة معَ جمعية الشبان المسيحيين في مدينة أبيفل شمال فرنسا حتى عام 1917 حيث إُنتدبت للعمل في مختبر البكتريا العسكري المرتبط بالمستشفى البيطري و أُدرجت كعضوة في الفيلق المساعد لجيش الملكة ماري من كانون الثاني حتى تشرين الثاني لعام 1918 و بسبب أعمالها و خدماتها هذه في الجيش تمَ قبولها مباشرة في الكلية الملكية للجراحين البيطريين بعدَ عام 1918 لكن لم يتم الإعنراف بها كطبيبة بيطرية في بريطانيا حتى عام 1922 بعدَ إلغاء البرلمان لقانون التمييز الجنسي في 23/كانون الأول/1919 , حيث اُعطيت بعدها كافة الحقوق و تمَ الإعتراف بسنوات خبرتها السابقة في الطب البيطري و لذا فقد طُلبَ منها الوحيدة أن تؤدي الجزء النظري من الإمتحانات النهائية في الكلية الملكية , و حدثَ في 21/كانون الأول/1922 إن قامَ رئيس الكلية الملكية للجراحين البيطريين هنري سومنر شخصياً بتقديم أليين كأول إمرأة تُمنح الدبلوم البيطري في العالم.

لسوء حالة كوست الصحية فإنها لم تستمر بالعمل البيطري سوى سنتين لاحقتين , فقد تقاعدت عام 1924 و إستقرت في قرية بليتفورد في مدينة نيوفورست بهامبشير البريطانية لما تبقى من حياتها, و توفيت بعدها في جامايكا بتأريخ 29/كانون الثاني/1937 بسبب الفشل القلبي عندَ زيارتها لأحد الأصدقاء هناك.

بعدَ موتها وُجدَ إنها قد تركت حساباً مالياً للكلية الملكية التي سرعان ما أسست به منحة أليين كوست البحثية لدارسات الطب البيطري, تمَ في 2007 عمل لوحة فنية ضخمة لذكرى كوست من قبل مجتمع التقنية و العلم في أيرلندا و ما زالت شاخصة متألقة في بهوهِ حتى اليوم.

(منقول للفائدة)

تعليقات