التغذية في مرحلة التجفيف

التغذية في مرحلة التجفيف

تتميز فترة الحمل في الأبقار بأن نمو الجنين يكون بطيئاً لا سيما في الأشهر الأربعة الأولى وبعدها يبدأ النمو بالتسارع حتى الشهر التاسع . ومن الملاحظ أن الزيادة الكبيرة في نمو الجنين هي في الشهرين الثامن والتاسع لذا يلجأ إلى تجفيف الأبقار في هذا الوقت لإعطاء البقرة الحامل فترة راحة تعمل بها على ترميم الفقد الذي حصل في مخزونها نتيجة موسم الإدرار السابق ولتعمل على تخزين المواد الغذائية في جسمها لتكون الاحتياطي لموسم الإدرار القادم ولمد الجنين باحتياجاته الغذائية اللازمة لنموه .
-إن إنتاج البقرة من الحليب لا يتعلق بتغذيتها في مرحلة الإدرار فقط ، ولكن وبشكل كبير على تحضير جسم البقرة للولادة ولموسم الإدرار القادم . والدليل على التغذية الصحيحة للأبقار في فترة الجفاف هو شهية الحيوان الجيدة وزيادة الوزن الحي وكما هو معلوم أن 90% من المادة الجافة ( البروتين والعناصر المعدنية ) تتجميع في الجنين في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل والمخطط رقم ( 6 ) يبين مراحل تطور جنين الأبقار .
فخلال فترة الجفاف من الضروري جداً أن تخزن البقرة في جسمها مواداً غذائية احتياطية ولهذا يجب أن يزداد وزن البقرة 10-12% ( بقرة وزنها 500-550كغ ) الزيادة اليومية 800-900غ (60يوم×800= 48كغ ) . وبغض النظر عن أن فترة الجفاف قصيرة ( وسطياً 60 يوم ) لكن أهميتها كبيرة للحفاظ على صحة البقرة ومستوى الإدرار المقبل وكذلك الحصول على مواليد بحالة صحية جيدة . إن إنتاج الحليب وحالة الجنين تتوقف على طول فترة الجفاف وهي تستمر من 45-75 يوم وهذا يتوقف بدوره على عمر الحيوان ودرجة اكتنازه ومستوى إنتاجه . وفي الوقت نفسه من المهم جداً التجفيف الصحيح للبقرة والطريقة الرئيسية للتجفيف هي تغيير نظام التغذية والحلابة بتغيير عدد مرات كل منها وإذا كانت هذه الطريقة لا تجدي يخفض مستوى التغذية وعند الضرورة تستبعد كلياً الأعلاف الغضة والمركزة ويستبدل الدريس الجيد بدريس أسوأ . وفي فترة الربيع إذا لم نتمكن من تجفيف الأبقار فإنها تمنع من الرعي وتحول إلى الأعلاف الجافة . وعند تجفيفها يجب عدم اللجوء إلى تخفيض مستوى التغذية لأن ذلك يؤثر سلبياً على الجنين وعلى تحضيرها للولادة ويعتبر التجفيف قد انتهى عندما ينتهي تكوين الحليب في الضرع نهائياً، حيث يصغر الضرع في الحجم ( ينكمش ) .
وفترة التجفيف عند الأبقار عالية الإنتاج أو الأبقار قليلة الاكتناز يجب زيادتها 1-2 أسبوع ( أي 60 يوم + 1-2 أسبوع ) .
ويفضل العمل على تخزين المواد الغذائية في جسم الحيوان خلال النصف الثاني من الحمل وليس في الشهرين الأخيرين فقط . وفي الشهر الأخير من الحمل يمكن أن تكون تغذية الأبقار الحوامل معتدلة .
ومن الناحية العملية يقترح بأن تغذى الأبقار متوسطة الإنتاج في فترة الجفاف كبقرة إنتاجها اليومي 6-8كغ حليب أما الأبقار عالية الإنتاج كبقرة إنتاجها 10-12كغ حليب . وتغذية الأبقار الحامل في فترة التجفيف غير ثابتة فبعد التجفيف مباشرة أي في العشرة أيام الأولى تعطى 80% من متوسط الاحتياجات لمرحلة الجفاف . وفي العشرة الثانية والعشرة الخامسة تعطى 100% ، أما في العشرة الثالثة والرابعة فإنها تعطى 120% ، أما في العشرة الأخيرة فتعطى 60% . ويجب تنظيم تغذية الأبقار فالزيادة في التغذية خطرة كنقصها ، فهي تؤدي إلى زيادة ترسيب الدهن وتكون عندها الولادة صعبة ، وتترافق بالشلل وتخلون الدم Kitoses والجدول رقم( 1 ) يبين الاحتياجات الغذائية للأبقار الحامل الجافة.
جدول (1) الاحتياجات الغذائية للأبقار الحامل الجافة للرأس في اليوم
الإدرار المتوقع ( كغ ) حليب/ السنة
المكونات الغذائية
6000
5000
4000
3000
الوزن الحي ( كغ )
600
500
600
500
500
400
500
400
142
132
125
116
105
92
89
80
الطاقة القابلة للتمثيل، ميغا جول
2085
1945
1810
1675
1490
1310
1310
1150
بروتين خام، غ
1355
1265
1175
1090
970
850
850
725
بروتين مهضوم غ
75
65
70
60
55
45
50
40
ملح طعام ،غ
120
105
110
95
90
70
80
60
كالسيوم ،غ
70
60
65
55
50
40
45
35
فوسفور، غ
675
635
535
495
440
385
345
295
كاروتين، غ
13500
12700
11800
10900
8800
7700
7700
6600
فيتامين D  ، وحدة دولية
490
460
430
395
350
310
310
265
فيتامين E ،ملغ
12.9
12.1
12.6
11.6
11
9.6
11
9.4
المادة الجافة، كغ
وهذه الاحتياجات وضعت للأبقار متوسطة الاكتناز أما الأبقار التي درجة اكتنازها أقل من الوسط وكذلك للأبقار النامية ( قبل الولادة الثانية والثالثة ) وخصوصاً البكاكير، ينصح بزيادة الاحتياجات من الطاقة القابلة للتمثيل بـ11-12 ميغا جول وكذلك زيادة جميع العناصر الغذائية بشكل يتناسب مع هذه الزيادة .
وتعتمد تغذية الأبقار الحامل على طريقة التربية ، فإذا كانت الأبقار طليقة فيجب زيادة احتياجاتها بنسبة 5-6% . وفي الفترة الأخيرة من الحمل وعلى الأخص في الشهرين الأخيرين يزداد نمو الجنين وتزداد الاحتياجات من البروتين والعناصر المعدنية . نقص كمية البروتين في العليقة يؤدي إلى نقص الوزن الحي وإنتاج الحليب ، أما الزيادة في البروتين فتؤثر سلبياً على الوظيفة التناسلية والحالة الفيزيولوجية للأبقار .
إن العناصر المعدنية والفيتامينات لها أهمية خاصة في تغذية الأبقار الحامل الجافة ومن هذه العناصر الكالسيوم والفوسفور الضروريان من أجل تكوين الهيكل العظمي للجنين وتعويض الاحتياطي من العناصر المعدنية في جسم الأم الذي استهلك في موسم الإدرار السابق ولتكوين احتياطي لموسم الإدرار القادم ويجب إعطاء الأبقار الحامل كمية كافية من الكاروتين وفيتامين E  وD . إن نقص الكاروتين في عليقة الأبقار الحامل يعتبر من الأسباب المؤدية إلى ولادة عجول ضعيفة . ويلاحظ أيضاً احتباس المشيمة ومن الممكن أن يؤدي إلى إجهاض جماعي واضطرابات في الدورة التناسلية . وكذلك نقص الكاروتين وفيتامين A في السرسوب والحليب . إن نقص فيتامين D في العليقة يؤدي إلى اضطرابات في استقلاب الكالسيوم والفوسفور عند الأبقار والأجنة وهذا بدوره يؤدي إلى مرض لين العظام وولادة عجول مشوهة الأطراف . أما في حالة نقص فيتامين E فتولد عجول تحمل علامات تنكرز عضلي أما عند الأبقار فيمكن أن تحدث اضطرابات في الوظيفة التناسلية .
ويجب الانتباه إلى أنه في الأشهر الأخيرة من الحمل تنخفض كمية العلف المستهلك إلى 1.8كغ مادة جافة لكل 100كغ من وزن البكاكير و 2كغ عند الأبقار وذلك نتيجة نمو الجنين وترسب الدهن وكذلك يلعب الاستروجين دوراً محدداً في ذلك . ونظراً لانخفاض الاستهلاك ومعامل الهضم فمن الضروري إعطاء علائق جيدة لتأخذ الأبقار حاجتها من الطاقة والمكونات الغذائية الأخرى .
يجب أن تعطى العليقة للأبقار الحوامل 2-3 مرات في اليوم ، والماء يجب أن يكون باستمرار في المشارب ( حرارة الماء 8-10ْم ) .
-الأعلاف المستخدمة في تغذية الأبقار الجافة ومعدل استخدامها :
في الربيع والصيف تتكون العليقة الأساسية للأبقار الحامل من العلف الأخضر وعادة كمية 40-50كغ من العلف الأخضر توفر الاحتياجات اليومية لبقرة متوسطة الإنتاج بالإضافة إلى 1.5-2كغ علف مركز . ويفضل أن تبقى الأبقار الحامل في المرعى على الأقل 8 ساعات في اليوم أو في حظيرة مفتوحة تتناول العلف الأخضر بشكل حر ، أما في فصل الشتاء فتعطى الأبقار الحامل أعلاف مالئة من الدريس الجيد والجذور بالإضافة إلى كمية معتدلة من الأعلاف المركزة .
الكمية الكلية للأعلاف الجافة الخشنة ( الدريس والتبن ) التي يمكن إعطاءها للأبقار الحامل الجافة هي بحدود 1.5-2كغ/100كغ من وزن الحيوان . وعند تغذية الأبقار متوسطة الإنتاج يمكن استخدام كمية متوسطة من التبن الجيد ولكن في أي حال من الأحوال لا يستبدل كامل الدريس بالتبن . ويعتبر السيلاج الجزء المهم في العليقة ، لأن إعطاء السيلاج بكمية معتدلة يؤثر إيجابياُ على الهضم ويقرب العليقة الشتوية من العليقة الصيفية والأبقار الحوامل يمكن إعطاءها 10-20% من القيمة الغذائية للعليقة ويفضل في هذه الحالة إعطاء كمية من الأعلاف الغنية بالسكر ولهذا ينصح بإعطاء 4 كغ شوندر سكري في اليوم . وينصح دائماً بإعطاء الأعلاف الدرنية والجذور مع السيلاج ،(1.5كغ أعلاف درنية لكل 5 كغ سيلاج) لأنه يلزم لكل 100 كغ من وزن الحيوان 6-7كغ أعلاف غضه . وكذلك يمكن إعطاءها الجزر الذي يعتبر من أغنى المصادر بالكاروتين في فصل الشتاء ويمكن إعطاء الجذور والدرنات بكمية تصل إلى 2كغ لكل 100كغ من وزن الحيوان أو حوالي10% من القيمة الغذائية الكلية.
إذا كان الدريس والأعلاف الغضة جيدة النوعية وأعطيت بالكمية المنصوح بها للأبقار متوسطة الإنتاج في فترة التجفيف فعندها لا حاجة للأعلاف المركزة . أما البكاكير والأبقار عالية الإنتاج والأبقار متوسطة الاكتناز فمن الضروري إعطاءها 1-3كغ علف مركز للرأس في اليوم .
يجب أن تكون جميع الأعلاف التي تدخل في تكوين عليقة الأبقار الحامل من نوعيات جيدة وسهلة الهضم ويجب تجنب إعطاؤها الأعلاف المتأثرة بالصقيع والمتفسخة والمصابة بالتعفن وكذلك الأعلاف الحاوية على المواد الضارة بالحمل مثل مخلفات صناعة الكحول والبيرة وكسبة القطن . ويجب الانتباه بشكل خاص إلى تغذية الأبقار الجافة في فترة ما قبل الولادة مباشرة، في هذا الوقت تعطى الأبقار الدريس الجيد بشكل حر و 1-1.5كغ علف مركز ملين ( نخالة كسبة الكتان الشوفان ) وكذلك ينصح بإعطاء الأبقار عليقة ذات تركيبة واحدة من الأعلاف قبل الولادة وبعدها لتفادي الاضطرابات في الهضم .
تغذية الأبقار الحامل وبشكل مباشر قبل الولادة تتوقف على حالة الحيوان والضرع وعادة ينصح باستبعاد الأعلاف الغضة من العليقة قبل الولادة بـ 7 10 أيام وبالتوقف عن إعطاء العلف المركز قبل الولادة بـ2 3 أيام. أما إذا كان الضرع طبيعياً وحجمه ضمن المعدل فعندها لا حاجة لاستبعاد الأعلاف المركزة من العليقة، لأن تغير تركيب العليقة قبل الولادة يؤدي إلى تغير تركيب الأحياء الدقيقة في الكرش، وبالتالي اضطراب الهضم وهذا غير مرغوب فيه.
يجب أن تتحرك الأبقار الحوامل مدة 2-3 ساعات على الأقل في اليوم فالحركة وأشعة الشمس المباشرة تساعد على تركيب فيتامين D في الجسم وتحسن من استقلاب المعادن وتزيد من شهية الحيوان وكذلك لها تأثير جيد على الحمل والولادة فقد لوحظ أن الأبقار التي تحصل على نزهة يومية منتظمة نادراً جداً ما يلاحظ عليها عقابيل الولادة ( مثل احتباس المشيمة والتهاب الضرع واضطراب الدورة التناسلية ).
الدليل على التغذية الجيدة للأبقار الحوامل هو قلة عدد حالات الإجهاض والعجول النافقة عند الولادة .

تعليقات