الحساسية الضّوئيّة Photosensitivity


الحساسية الضّوئيّة    Photosensitivity


يظهر لدى بعض النّاس وبعض الحيوانات طفحًا لأنّ جلدهم حسّاس لضوء الشّمس, يُعرف هذا بالحساسية الضّوئيّة .
وقد لا يربط المرض بالتعرض للشمس دائما فليس دائمًا شمس الصّيف الساطعة هى المسئولة , بعض الحيوانات أيضًا يتفاعلون من ضوء النهار بالشّتاء, والأشخاص الشديدي الحسّاسية قد يتأَثرون حتَّى بالمصباحٌ الفلورسنتيٌّ بداخل المبنى .
+
الداء الشبه شبكى الشعاعى أوالأكتيني
( التهاب الجلد المزمن بسبب الحساسية الضوئيّة )

 إشعاع فوق البنفسجيّ
يحتوي ضوء الشّمس على كلا الضّوء المرئيّ العاديّ و شعاع الضّوء الغير المرئي القصيرالموجة المسمَّى الإشعاع الفوق بنفسجيّ (UVR) . ويمكن أن تحدِث أشعة UVR الاسمرار لكنّها قد تسبب أيضًا الاحتراق وسرطان الجلد .
وتُقسّم أشعة UVR إلى UVB ( شعاع  قصير الموجة الذي يحرق و يُسَمِّر ) و UVA  (شعاع ذو موجة أطول يُسَمِّر ) . وقد يكون المرضى حسّاسون لنوع واحد من ضوء الشّمس ( أي فقط إلى UVB , UVA أو الضّوء المرئيّ ) أو إلى مجال أوسع من الإشعاع . والحساسية الضوئية الأكثر شيوعاً هى لأشعة UVA .
________________________________________
سبب الحساسية الضّوئيّة
تحدث الحساسية الضّوئيّة للعديد من الأسباب :
  •  عقارات تؤخذ داخليًّا .
  • ملامسة الموادّ الكيميائيّة, العطور أو النّبات .
  • مرض ذاتي المناعة ( تحسس ذاتيّ ), خصوصًا الذأبة الحمامية .
  • داء بورفيريّا, وهى اضطرابات تتزايد بها مواد البورفيرين في الجلد .
  •  الطفح الضوئى المتعدد الشكل polymorphic drug eruption , الحُكاك الأكتينى actinic prurigo , الشرى الشمسى  solar urticariaوالتهاب  الجلد المزمن بسبب الحساسية الضوئية chronic photosensitivity dermatitis, و كلّها مجهولة الأسباب .
بالرّغم من أنّ معظم النّاس المصابين بأمراض الجلد الشائعة مثل الصدفية والإكزيما الوراثية (atopic)   يجدون أن التعرض للشمس أوالعلاج بالضّوء الفوق بنفسجيّ مفيدين, إلا أن هذا التعرض يؤدى فى حوالي 10 % منهم إلى نوبة هياج للمرض .
التهاب ال جلد الضوئى التلامسى Photocontact dermatitis 
قد تتسبّب ملامسة الجلد للموادّ الكيميائيّة المختلفة في تفاعل تحسسى أو سامّ بالجلد المعرض للشمس . وغالباً يحدث التهاب الجلد الضوئى التلامسى بسبب منتجات القار, العطور وأحيانًا كريم واقى الشمس .
قد تحدث تحوصلات فقاعية وخطوط بُنيّة من ملامسة نباتات معيّنة يلحقها التعرض للشمس ؛ و يُعرف بإسم التهاب الجلد الضوئى النباتى phytophotodermatitis .وأشيع أسبابها الخضر (الكرفس ,البقدونس) وأوراقها (الفجل, الجزر ), الفاكهة (التين, الموالح) و العشب الخيمي الإزهرار الذى يحتوي على مواد بسورالين الكيميائيّة المثيرة للحساسية الضّوئية .
________________________________________
الذأََبة الحمامية الجلديّة  Cutaneous lupus erythematosus   
الذأبة الحمامية الجلدية (CLE) مرض ذاتي المناعة يصيب غالباً النّساء فى عمر الشباب ؛ و يمكن أن يحرضه ضوء الشّمس , لكنه واقعياً أشيع في ذوي البشرة الداكنة عن ذوى البشرة الشقراء . والمستحضرات الواقية من الشمس لا تمنعه تماماً .
وأكثر أشكاله شيوعاً هى الذأبة الحمامية القرصية   discoid LE, وتظهر كبقع قشريّة حمراء قبيحة تترك ندوب بيضاء . وتصيب عادةً الخدود والأنف , لكنّها قد تظهر أحيانًا أعلى الظّهر , المنطقة المكشوفة من أعلى الصدر والرّقبة أو ظهور الأيدي . وقد تظهر كرقع صلعاء إذا تأثرت جُرَيبات الشّعر . وتسبب قروح و تقشرات إذا أصابت الشفاة .
 ويعانى قلة من المصابين بالذأبة الحمامية القرصية من الذأبة الحمامية الشاملة (SLE) أيضاً . وقد يظهر لديهم طفح على كل مناطق الجلد المعرضة للشمس , قرح بالفم وخِفّة شعر متشَعِّثة . قد يؤثّر SLE على المفاصل, الكلى, الرئتين, القلب, الكبد, المخّ و الدّم .
قد يكون ضروريّ أخذ عينة جلد (خزعة) لتأكيد تشخيصً الذأبة الحمامية الجلدية . كما قد تكشف فحوصات الدّم عن أنيميا بسيطة  أو هبوط في عدد كرات الدم البيضاء . قد توجد هناك نسب عالية من الأجسام المضادّة للنواة الشاذّة  (ANA أو ENA) فى حالة الإصابة بالذأبة الحمامية الشاملة .
ينبغي أن يتضمّن علاج الذأبة الحمامية الجلدية دائماً استخدام كريم واقى الشمس بعناية . يوصف كريم الستيرويد الموضعى وأقراص مضادات الملاريا لكثير من المرضى . وقد تحتاج الحالات الشّديدة الإصابة إلى الستير ويد الفمىّ (عن طريق الفم) أو أدوية مثبطة للمناعة أخرى .
________________________________________
بورفيريا  Porphyria    
يشير بورفيريا إلى مجموعة أمراض جينيّة يزداد فيها نسبة مواد البورفيرين في الدّم أو الأنسجة . و البورفيرين هى موادّ كيميائيّة مشتركة في عملية تكوين الصّبغة الحمراء بخلايا الدّم (haem هيم) .
البورفيريا الجلدية المتأخرة porphyria cutanea tarda (PCT) أشيع نوع و يسببها اختلال بالأنزيم الكبدى " uroporphyrinogen decarboxylase" . وهو مرتبط في بعض الحالات بمرض التنكُّس الصِّباغى الدموىhaemochromatosis  وفيه تزداد مخزونات الحديد عن الطبيعى . تبدأ البورفيريا الجلدية المتأخرة بوجهٍ عامّ في وسط العمر بعد التّعرّض لموادّ كيميائيّة معيّنة تُزيد إنتاج البورفيرينز (نزير هيم ) في الكبد . وتتضمن هذه المواد الكحول, الأوستروجين, الحديد والهيدروكربونات العطريّة متعددة الكلورين .
ويصاب المرضى المتأثّرون بهشاشة فى الجلد , قرح ( تآكلات ), تحوصلات فقاعية وفقاعات , وتكيُّسات صغيرة (حبوب جاروسية أو ميليا ) على المناطق المعرّضة للشمس أي ظه ر الأيدي والسّواعد . وتظهر على بعض النّاس البقع بنيّة مبرقشة حول العيون مع زيادة فى شعر الوجه . البول كما هو معهود يطلِق ضوءًا فسفوريًّا وردىّ .
لا تحجب الكريمات الواقية للشمس بعيداً الموجات الضوئية المسئولة بضوء الشّمس, لذا المرضى يجب أن يغطّوا كل الجسم متى ذهبوا خارجاً .
مرضى كثيرون يُعَالَجُونَ بشقّ الوريد ( إزالة الدّم ) كلّ أسبوع أو اثنان لأشهر قليلة حتّى تهبط نسبة الهيموجلوبين ومعدلات الحديد إلى المعدلات الطبيعية المنخفضة . وقد يوصف لآخرين الأقراص المضادّة للملاريا بجرعة منخفضة . يجعل هذا الدّواء البورفيرين أكثر ذوبانًا وبالتالى يزيد إفرازه في البول .
في مرض البورفيريا الأولية لتكوّن الكرات الحمراء (بروتوبورفيريا) (EPP erythropoietic protoporphyria ), يبدأ الاحتراق و التورمات الناتجة من التعرض للشمس فى الظهور في سن الطّفولة المبكّرة, وينتُج عنها النّدبات على الخدود و الأنف و سماكة زائدة شمعية بمفاصل اللأصابع (البراجم) . وهذا المرض يسببه نُقصان موروث لأنزيم استخلاب الحديدوز  (ferrochelatase).
________________________________________
الطّفح الضوئى المتعدد الشكل    Polymorphic light eruption   
يعتبر الطفح الضوئى المتعدد الشكل نوع شائع من الحساسية الضّوئيّة المؤثرة على النّساء فى سن الشباب . وترجع هذه التسمية إلى حقيقة أن الطّفح يمكن أن يأخذ أشكال كثيرة, بالرّغم من أنّ في الفرد الواحد يكون عادة بنفس الصورة كلّما ظهر .
وغالباً ما تظهر مجاميع صغيرة من تكتلات متكورة وردية أو حمراء سريعة التهَيُّج على الأذرع . ويمكن أن تؤثِر على مناطق أخرى , خصوصًا الصّدر والساقين , ولكنّ الوجه عادة لا يتأثر .
قد يتكرّر الطفح الضوئى المتعدد الشكل كلّ ربيع, ويُحرضه إلى ذلك المكوث خارجاً لمدّة عدّة ساعات في يوم مُشمس . وإذا تم تجنب المزيد من الشمس لاحقاً, يهدأ الطفح فى خلال أيّام قليلة . وهو قد تتكرر أو لا تتكرّر عند تعرض الجلد ثانية لأشعة الشمس .
معظم الأفراد تكتسب صلابة مع مرور فصل الصيف و يمكن إحتمال المزيد من الشمس بدون أن يظهر طفح . لكنّ, هذا لا يحدث دائماً, وبعض الأفراد الحسّاسة جدًّا قد تصاب بالطفح الضوئى المتعدد الشكل حتَّى في فصل الشّتاء .
بالإضافة إلى الوقاية الحذرة من الشمس , قد يحتاج الطفح الضوئى المتعدد الشكل للعلا ج بالستيرويد الموضعى أو الفمى (عن طريق الفم) أو الدّواء المضادّ للملاريا . إعطاء منهج علاجى بالإشعاع الفوق بنفسجيّ في بداية فصل الرّبيع قد يُقوّى الجلد  ويمنع الطّفح من الظهور عند التعرض لأشعة الشمس الطبيعية .
________________________________________
الحُكاك الأكتيني  Actinic prurigo   
يؤثِر الحُكاك الأكتيني (الاشعاعى) غالباً على الأطفال الإناث ذوات الإستعداد لإكزيما التحسس الوراثى (atopy) , هنود أمريكا بخاصّة . ويكون فى شكل حكة شديدة بمناطق الجلد المكشوفة والشّفاه طوال العام . وغالباً ما يفشل المريض في الإقتناع بدور ضوء الشّمس فى ذلك ؛ لكنّ يجب أن يُقنََع أن يغطّى كل الجسم عند وجوده خارجاً .
________________________________________
الشَّرَى الشّمسيّ  Solar urticaria     
الشَّرَى الشّمسيّ شكل نادر من الشرى الفيزيائى ( أرتيكاريا ) ؛ وفيه الجلد ينتفخ خلال دقائق من تعرّضه إلى الأشعة الفوق بنفسجيّة . وتستمرّ ردّة الفعل حتّى مدة ساعة و قد تكون مزعِجة ومُعيقة جداً . وتعتبر مضادات اله يستامين التى تؤخذ عن طريق الفمّ مفيدة , لكنّها نادرًا ما تمنع ردّة الفعل كُليّاً .
________________________________________
التهاب الجلد المزمن بسبب الحساسية الضّوئيّة   Chronic photosensitivity dermatitis
التهاب الجلد المزمن بسبب الحساسية الضّوئيّة مرض نادر يؤثّر على الرّجال المسنّين طوال العام . وتكون بشرتهم جافة سميكة شديدة الحكّة في كلّ المناطق المعرّضة للشمس, بخاصّة الوجه, الرّقبة و ظهور الأيدي . وتشبه العينات الجلدية (الخزعات) المأخوذة من الحالات المزمنة نفس التشريح المجهرى لمرض الليمفوما الجلدية للخلايا T-cell  (cutaneous T-cell lymphoma) أو الداء الشَبكىّ(reticulosis)   , و لذلك فقد يُسَمَّى التهاب الجلد المزمن بسبب الحساسية الضّوئيّة ب "الداء النظير الشبكى الأكتيني (الاشعاعى) actinic reticuloid".
الطّفح يمكن أن يُثَار بمدة قصيرة من التعرّض لضوء النهار تصل إلى 30 ثانية , مع تفاعلات تجاه  UVB  , UVA , و فى حالات الاصابة الشديدة تجاه الضّوء المرئيّ . في بعض الحالات قد يَسبقه تحسس تلامسيّ ( بخاصّة من النّباتات مثل chrysanth enum) أو تحسس تلامسىّ ضوئىّ ( وعندئذٍ يُسَمَّى أيضًا ردة فعل ضوئية  ثابتة) . وعادةً يلزم العلاج بالستيرويد الشامل والأدوية المثبطة للمناعة القوية المفعول مثل أزاثيوبرين .
________________________________________
كيف تؤكّد أنّ الجلد حسّاس للضّوء ؟ الحساسية الضّوئيّة يمكن أن تُؤَكَّد بالإختبارات الضوئية (Phototests)-  يُوَجَّه ضوء صناعيّ من مصادر مختلفة متنوعة على مناطق صّغيرة من الجلد لرؤية سواء يمكن أن يُوَلَّد الطّفح, أو يحدث احتراق بسهولة أكثر من المتوقّع .
   أما الحساسية الضّوئيّة نتيجة ملامسة مواد معينة يمكن أن تُختبَر باختبارات الرقع الضوئية(Photopatch tests) .  توضع الرقع اللاصقة, التي تحتوي على الموادّ المعروفة المسببة للحساسية الضوئية, على أعلى الظهر , و تُزال بعد يومين, ثُعَرَّض المنطقة للضوء . وتُقرأ ردّة الفعل بعد يومين .

تعليقات