تقدير تكاليف المشروع
التقييم المالي و الاقتصادي للربحية التجارية
إذا
اجتازت الدراسة مرحلة إمكانية التمويل تصل إلى مرحلة
تقدير مدى صلاحية المشروع الاقتصادية. وتبدأ بإعداد ملخص نتائج الأعمال التي تمكن من
تقييم المشروع على أساس المقاييس المختلفة للربحية وينحصر هذا التقييم في قياس مدى
قدرة المشروع على أن يدر عائداً مباشراً مناسباً.
وهناك العديد
من المعايير الموضوعية التي تستخدم للتقييم المالي
والاقتصادي للمشروع يمكن للقائمين على دراسة الجدوى
استخدامها
ومن بين هذه المعايير التي سنعرض لها:
المعايير
غير المخصومة
المعايير المخصومة
فترة الاسترداد
وهي من
الطرق التقليدية التي يهتم بها المستثمر بالدرجة الأولى
من حيث القدرة على استعادة أمواله ويكون ذلك إما للرغبة في
إعادة
استثمارها أو لعدم الثقة في الظروف الاقتصادية.
والمقصود
بفترة الاسترداد تلك الفترة الزمنية التي يسترد فيها
المشروع التكاليف الاستثمارية التي أنفقت وأساس المفاضلة
فيها هو
المشروع الذي يمكن المستثمر من استرداد أمواله في أسرع وقت
ممكن.
فترة الاسترداد (المعيار الزمني)
تحليل
الحساسية
|
كانت مناقشتنا السابقة تستند إلى فرض حالة التأكد، حيث
يمكن التنبؤ على وجه اليقين بالتدفقات النقدية المستقبلة المرتبطة بالاقتراحات
المختلفة. ومما لا شك فيه أن الافتراض على هذا النحو لا يتفق والواقع العملي حيث أنه
يكون من النادر أن تصبح التدفقات النقدية الفعلية في حالة تنفيذ الاقتراح مطابقة
تماماً للتدفقات النقدية التي سبق التنبؤ بها عند دراسة المشروع المقترح. وتبرز
المشكلة في الأساس من عدم توافر البيانات التي تسمح بتقدير التدفقات النقدية بدقة
وبذلك يواجه المشروع بحالة عدم التأكد
(Uncertainty) فهناك مجموعة من الأحداث غير
المتوقعة التي قد تؤثر على دقة التنبؤات ولا يكون للمشروع تأثير فيها ومن أمثلتها:
1. أحداث على المستوى الدولي كحدوث تغيرات غير متوقعة في العلاقات
الخارجية بين الدولة ودول العالم الخارجي.
2. أحداث على المستوى الوطني: اقتصادية وسياسية واجتماعية.
3. أحداث على مستوى الصناعة كالاختراعات والتقدم التكنولوجي في
مجال التصنيع.
4. أحداث على مستوى المشروع مثل التغير في إدارة المشروع أو توجهات
الاستثمار والتوسع.
وهذه الأحداث غير المتوقعة هي منشأ المخاطرة (Risk) التي تواجه تنفيذ المشروع
الاستثماري والتي تؤدي في حالة وقوعها إلى التغيرات التي
تحدث في العوائد المستقبلية للمشروع. ومن الجدير بالذكر أنه كلما زادت هذه
التغيرات للعوائد المتوقعة كلما كانت درجة المخاطرة أكبر. فهناك أساليب علمية تستخدم لكي تحد من تأثير تلك المخاطر
ومن أهمها تحليل الحساسية.
يلاحظ عند حساب معايير تقييم اقتراحات المشروعات
الاستثمارية أن التدفقات النقدية (الداخلة والخارجة) والتي يتم على أساسها تحديد صافي القيمة الحالية ودليل
الربحية وأيضاً معدل العائد الداخلي- تتأثر بعوامل كثيرة منها:
- أسعار المدخلات والمنتجات.
- كميات المبيعات.
- مستوى الطاقة الإنتاجية المستغلة.
- العمر الافتراضي ودرجة الإنتاجية للمشروع.
- مدى ثبات عناصر التكاليف الأخرى.
والسؤال الآن ماذا يحدث للمعايير التي يتم حسابها
في ظروف التأكد الكامل إذا تغير واحد أو أكثر من العوامل السابقة؟ هل يظل صافي
القيمة الحالية كما هو؟ هل يبقى دليل الربحية على ما كان عليه؟ وهل يتغير معدل
العائد الداخلي للمشروع؟
وللإجابة على هذه التساؤلات يتطلب الأمر إعادة
الحسابات السابق بيانها فيما ذكر مع الأخذ في الاعتبار تغيير أحد العوامل السابقة- ثم إعادة الحسابات مرة أخرى مع
تغيير عامل آخر وهكذا… حتى يمكن في النهاية معرفة أثر التغير
الذي يمكن أن يحدث في الأسعار أو إنتاجية المشروع أو كمية المبيعات مثلاً على صافي
القيمة الحالية ودليل الربحية وعلى معدل العائد الداخلي.
ويطلق على إعادة هذه الحسابات بتحليل الحساسية،
أي مدى تأثر ربحية المشروع أو حساسيته للتغيرات التي تطرأ على العوامل
المختلفة التي تؤثر على المشروع. لهذا يستخدم تحليل الحساسية في إعادة تقييم مقترحات الإنفاق الاستثماري في ظروف
المخاطرة وعدم التأكد وعادة تتم تلك التجارب بناء على
حوارات معينة تتناول كل منها مجموعة من الافتراضات يتم تغيرها بناء على نسب مئوية من حالة أساسية تسمى الحوار
المرجعي.
مثال عملي
تدرس شركة عدة اقتراحات بديلة بشأن تشغيل فرع إنتاجي جديد. وفيما
يلي البيانات التي قدمتها الإدارة الهندسية للشركة لاستخدامها في عملية
التقييم والمفاضلة بين العروض المختلفة التي تلقتها
والتي حازت قبولها من الناحية الفنية.
فإذا علمت:
· تستخدم الشركة طريقة
القسط الثابت في استهلاك الآلات.
· يقدر سعر ضريبة الدخل
بـــ 25%.
· معدل تكلفة الأموال 10%.
والمطلوب:
· المفاضلة بين هذه
العروض المقترحة باستخدام المعايير التالية:
-1 احتساب فترة الاسترداد
(المعيار الزمني)
الاستثمار المبدئي:
التدفقات النقدية السنوية:
المقصود بالتدفقات النقدية الربح دون خصم الإهلاك
وبعد خصم الضرائب.
فترة الاسترداد:
2- حساب المعدل المتوسط
للعائد
- تحديد
متوسط صافي الربح المحاسبي السنوي بعد خصم الاستهلاك والضرائب:
- تحديد متوسط قيمة
الاستثمار:
- احتساب المعدل المتوسط
للعائد:
يتضح مما تقدم تميز معيار المعدل المتوسط للعائد بالبساطة
والسهولة. لهذا يستخدم بواسطة عدد كبير من المنشآت كأداة لتقييم اقتراحاتها
الرأسمالية.
3- حساب صافي القيمة الحالية
كيفية
تقدير معدل العائد الداخلي .
وباستعراض ما تقدم من معايير يمكن أن نخلص إلى أن
معيار معدل العائد الداخلي هو تقريباً المعيار الذي تتوافر فيها الخصائص الأساسية
الواجب أن يتضمنها معيار التقييم السليم، وعلى هذا الأساس نوصي باستخدامه عند
تقييم الجدوى الاقتصادية للمشروعات الاستثمارية. ولكن يجب ألا يفهم من هذا إننا نجعل من معيار معدل الداخلي هو المعيار الوحيد في
دراسات الجدوى الاستثمارية، وإنما لا بد من إبراز المعيار
المحاسبي لأنه سيظل المعيار الرئيسي الذي- سيتم به تقييم
أداء المشروع عند بدء عمله أو باعتباره وعاء الأرباح الموزعة على المساهمين المحتملين للمشروع. كذلك يتعين أن توضح الدراسة
الفترة الزمنية التي يتوقع أن يسترد قيمة المشروع الاستثماري خلالها.
|
تعليقات
إرسال تعليق
مرحبااااااااااا