التسمم
بالزرنيخ
Arsenic Poisoning
أصل الكلمة
إغريقي وهو Arsenkon وتعني الفعال لذا فهو من أكثر المعادن سمية
للحيوان والإنسان على حدٍ سواء.
مصادره:-
يوجد
الزرنيخ في الصخور البلورية والفحم الحجري و مختلطاً مع المعادن الأخرى. و له
هيئتين كيميائيتين:-
زرنيخ معدني
صلب وهو ثابت الهيئة ويتكثف منه الزرنيخ عند تسخينه عند درجة 600 م°ز وهو غير قابل للذوبان في الماء أو
الأحماض المركزة ولا يسبب أي نوع من التسمم إلا في حالة تكون ثالث أكسيد
الزرنيخ Arsenic Trioxide بلون داكن على
سطح المعدن وذلك عند إرتفاع رطوبة الجو.ويستخدم الزرنيخ المعدني مع الرصاص في
الأسلحة النارية وتسمى قذائفه Arsenic-Lead Alloy Shots.
زرنيخ غير
معدني أو لافلزي ويوجد في الصخور والمياه المعدنية. ومن أهم مركباته:-
ثالث
كبريتيد الزرنيخ Arsenic Trisulphide ويستخدم في السهام النارية.
كبريتيد
الزرنيخ Arsenic Sulphide ويسمى أيضاً
بالزرنيخ الأصفر و يستخدم في الطلاء.
كبريتيد
الزرنيخ مع النحاس وسمى وهج النار Sulphide Realgar وهو مبيد حشري وملون للورق.
مركبات
الصوديوم و البوتاسيوم الزرنيخية مبيدات للحشرات و الأعشاب.
غازات
الحروب الزرنيخية و أهمها غاز Lewisite وإسمه العلمي Chlorovinyldichloroarsine
التعرض Exposture:-
أكل
الحيوانات للعلف الملوث بالزرنيخ المستخدم كمبيد حشري أو مبيد للأعشاب.
الإستعمال
الخاطئ للأدوية مثل طاردات الديدان المحتوية على الزرنيخ وإعطائها بجرعات زائدة.
التلوث
البيئي في المناطق الصناعية بأبخرة الزرنيخ.
وقديماً
غازات الحروب الزرنيخية (Lewisite).
الإمتصاص
والتراكم:-
يعتمد على
لحالة الكيميائية و الفيزيائية للزرنيخ فالمركبات الذائبة في الماء أكثر سهولة في
الإمتصاص مثل زرنيخيت الصوديوم Na3As الذي يكون أكبر
إمتصاصاً من ثالث أكسيد الزرنيخ As2O3.
يمتص
الزرنيخ عبر الجلد السليم وعند وجود الجروح والخدوش يكون الإمتصاص أسرع.
بعد
الإمتصاص يتراكم الزرنيخ في الكبد وعند تراكمه بكميات كبيرة يتحرر للأعضاء الأخري
كالكلى.
عند التعرض
لفترات طويلة يتراكم الزرنيخ في الأنسجة المتقرنة كالحوافر والأظافر و القرون
والشعر. ويوجد في الشعر لسنوات ولا يتحرر إلا عند قص كل الشعر و نمو الجزء الخالي
منه.
الإخراج:-
يخرج معظم
الجزء الممتص عبر الكلى في البول. ويمكن الكشف عنه في البول بعد 4-6 أيام من
التعرض و يخرج الجزء المتبقي من الزرنيخ الممتص عبر الجلد في العرق. أما الجزء غير
الممتص فيخرج عبر الصفراء في الروث(البراز). وكلما زاد الإمتصاص قلت الكمية
المخرجة في الروث.
آلية عمل
الزرنيخ:-
يتفاعل
الزرنيخ مع المجموعة المسماة Sulphahydryl
Group أو مجموعة Thiol وهي مجموعة كيميائية (-HS-) توجد في الحامض الكيتوني lipoic acid وهو حامض كيتوني يدخل في تركيب إنزيمات ألكسدة المشاركة في
دورة تركيب. وبتفاعله مع هذه المجموعة فإنه يثبط عمل إنزيمات الأكسدة و بالتالي
يعارض عمليات الأيض في الأنسجة الحيوية كالكبد والكلى والرئتين والقناة الهضمية محدثاً
تلفها.
يؤثر
الزرنيخ على الغشاء البطاني للشعيرات الدموية خاصة في القناة الهضمية مما يزيد من
نفاذيتها محثاً النزيف. وفي الحالات الحادة ينفصل الالغشاء المخاطي للقناة الهضمية
عن بقية الطبقات السفلية نتيجة لخروج السوائل لتجويف القناة الهضمية وهذا يؤدي
للتجفاف(إنكاز).
بما أنه من
العناصر الثقيلة فهو يؤدي إلى تهيج وتقرح الغشاء المخاطي للقناة الهضمية.
السمية:-
عادة نجد أن
المركبات الذائبة أكثر سمية من المركبات غير الذائبة، كما أن المركبات ثلاثية
التكافؤ أكثر سمية من خماسية التكافؤ التي لا تحدث التسمم إلا من بعد تحولها إلى
ثلاثية التكافؤ.
|
نوع الحيوان
|
LD50 ملجم/كجم
|
|
|
As2O3
|
Na3As
|
|
|
الخيول
|
10 – 45
|
1 - 3
|
|
الأبقار
|
10 – 45
|
1 - 4
|
|
الأغنام والماعز
|
3 – 10
|
0.2 – 0.5
|
|
الكلاب
|
0.1 – 1.5
|
0.02 – 0.15
|
|
الدواجن
|
0.05 - 0.5
|
0.01 – 0.1
|
الأعراض:-
فوق الحادة:- يموت الحيوان دون ظهور أعراضز وعند حدوث تحمل من الحيوان
تظهر عيه آلام حادة في البطن، وتشنجات، وترنح، وإنهيار ثم النفوق.
الحادة:- زيادة إفراز اللعاب، وعطش، وتقيؤ، وآلام حادة في البطن،
وإسهال مائي وقد يكون مدمماً.
(ج) تحت الحادة:- فقدان للشهية، شلل خلفي، تشنج،
وبرودة في الأطراف، إنخفاض في درجة الحرارة.، بول مدمم وبه نسبة عالية من
البروتين.
(د) المزمنة:- ضعف عام، فقدان للشهية، تقيؤ، إحتقان الأغشية المخاطية، ضعف
وعدم إنتظام النبض، ضيق في التنفس مصحوب أحياناً بالسعال، تساقط للشعر، عدم إنتظام
في نمو الحوافر والأظلاف، يرقان.
الصفات
التشريحية:-
أ/ في
الحالات الحادة نجد:-
إلتهاب نزفي
في حاد في الغشاء المخاطي للقناة الهضمية
و يكون الغشاء متورماً و متوزماً وسهل النزع والإزالة.
في المجترات
يحدث نخر وثقب للكرش والمنفحة Abomasitis.
قد توجد
بقايا من الزرنيخ في المعدة أو الأمعاء.
تنكس وتغير
دهني في الكبد والكلى والقلب.
في الدواجن
يكون الإلتهاب حاداً في القونصة والمعدة الغدية. ويحدث إنفصال للغشاء المخاطي
للقونصة ويكون هناك تنكس وتغير دهني في الكبد.
ب/ في
الحالات المزمنة نجد:-
إعتلال عام
وهزال الجثة.
قرحة وبها
ندبة في المعدة والأمعاء.
التشخيص:-
الظروف
المحيطة بحالة التسمم.
الأعراض.
الصفاتالتشريحية.
التحليل
الكيميائي بواسطة إختبار راينش Reinsch’s Test
إختبار
راينش Reinsch's Test
الغرض من
الإختبار:-
الكشف عن المعادن الثقيلة الآتية:-
الزرنيخ Arsenic(As)، الأنتمون Antimony(Sb)، البزموثBismuth(Bi)، الزئبق Murcury(Hg) و الفضة Silver(Ag).
تنقسم
المعادن حسب تصاعدها إلى قسمين:-
متصاعده Sublimed وهي الزرنيخ و
الأنتمون و الزئبق.
غيرمتصاعدة Nonsublimed و هي البزموث و الفضة.
متطلبات
الإختبار:-
العينات:-
أ/ من الحيوان الحي تؤخذ سوائل الجسم ، 10-15 مل من البول أو الدم.
ب/ من الحيوان النافق تؤخذ
الأنسجة، 15-25 جم من الكبد أو الكلى أو القلب أو المخ.
الكواشف:-أ-
سلك أو صفيحة نحاس سمكها 4-6 ملم.
ب- حامض النتريك المخفف(25%).
ج- حامض الهيدروكلوريك المركز.
خضاض Homogenizer. 4. كأس زجاجي أو أنبوب
إختبار
5. حمام مائي 6. لهب
7. أنبوب تصعيد 8. مجهر ضوئي
طريقة
الإجراء:-
يغمر سلك أو
صفيحة النحاس داخل حامض النتريك المخفف لمدة 3 دقائق لإزالة الشوائب ثم يغسل
بالماء الجاري. و تكرر العملية 3 مرات للتأكد من خلو السلك من الشوائب.
توضع
الأنسجة في الخضاض و تفرم جيداً.
توضع
العينات داخل الكأس أو أنبوب الإختبار و يضاف إليها حامض الهيدروكلوريك المركز
بمعدل 3 مل للسوائل و 5 مل للأنسجة.
ينقل سلك أو
صفيحة النحاس من حامض النتريك المخفف إلى داخل العينة التي أضيف إليها حامض
الهيدروكلوريك المركز ثم ينقل الجميع إلى حمام مائي في درجة 70-80 مْ. وتراقب كل
نصف ساعة.
يمكن التسخين المباشر و بحذر شديد.
يلاحظ
التغير في لون سلك النحاس.
يتغير إلى
اللون الأسود و يدل على التسمم إما بالزرنيخ أو الأنتمون أو البزموث.
يتغير إلى
اللون الرمادى اللامع (Mirror like) و يدل على
التسمم إما بالزئبق أو الفضة.
ينقل سلك أو
صفيحة النحاس بعد أن يجف إلى أنبوب التصعيد ثم يسخن على اللهب.
الزرنيخ
يتصاعد من على سطح سلك أو صفيحة النحاس و يترسب على الجدار الداخلي لأنبوب التصعيد
و يظهر تحت المجهر في شكل بلورات ثمانية السطوح Ochtahedral Crystals.
الأنتمون يتصاعد من على سطح سلك أو صفيحة النحاس
و يترسب على الجدار الداخلي لأنبوب التصعيد و يظهر تحت المجهر في شكل ذرات صغيرة
لامعة.
ج- البزموث لا يتصاعد و يبقى على سطح
سلك أو صفيحة النحاس بلون أسود.
د-
الزئبق يتصاعد من على سطح سلك أو صفيحة النحاس و يترسب على الجدار الداخلي
لأنبوب التصعيد و يظهر تحت المجهر في شكل كرات سوداء Black Globules.
هـ- الفضة لا يتصاعد و يبقى على سطح سلك
أو صفيحة النحاس بلون رمادى لامع.
العلاج:-
في الحالات
فوق الحادة يكون العلاج غير مجدي وغير إقتصادي حتى في حالة ظهور الأعراض.
الحالات أقل
تعطي إنطباع أن هناك جزء من السم لم يتم إمتصاصه لذا نتبع الخطوات الآتية:_
التخلص من
السم غير الممتص بإعطاء مقيئ أو مسهل أو عمل غسيل للمعدة خاصة في الحيوانات
الصغيرة.
منع إمتصاص
المزيد من السم بإعطاء مرسبات للسم أو مغطيات للغشاء المخاطي للأمعاء للمنع إمتصاص
السم.
إعطاء
الترياق المضاد للزرنيخ وهو يسمى British Antilewisite (BAL) وإسمه الكيميائي 2,3 bimercaptopropanol (Dimercaprol). وهو ينتزع
الزرنيخ من الأنسجة بسرعة لإحتوائه على مجموعتي thiol (-HS-) بينما حامض Lpoic الأنسجة به مجموعة واحدة.
الجرعة:-
2-3 ملجم/كجم في العضل كل 4 ساعات في اليومسن الأولين ثم كل 6 ساعات في اليوم الثالث
ثم كل 12 ساعة حتى يشفى الحيوان.
العلاج
الداعم والأعراضي يكون مترافقاً مع العلاج المتخصص.
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف